في السني المنصرمة، أهمل البحث العلمي مسألة إحياء وإنعاش كتابات المخطوطات والوثائق التي بهتت أو كشطت ضمن طروسها Palimpsestes المعروفة ، ما أدي لفقد العديد من التراثيات المخطوطة النفيسة، وهنا حاول البحث تناول هذا المنحى بالتجربة والقياس لإعادة ما بهت من الكتابات وكشف ما كشط منها لأول مرة - بعيداً عن شبهة التزييف أو التزوير في أصولها المخطوطة- باستخدام خلاصات المواد الطبيعية التي استخدمت سلفاً في تحضير أحبارها عند تدوينها أو نسخها من قبل ناسخيها أو مؤلفيها، وعليه المحافظة علي أصلها الكيميائي دون تغيير أو تعديل. وفي هذا الصدد اتبع البحث المنهج العلمي في صياغة وتمام التجربة الجديدة منذ البداية من تحضير العينات، مروراً بالتقييم والقياس باستخدام جهاز قياس طيف اللون Spectrophotometer، ودليل الصدأ Rust indicator للعينات المتأكسدة ، ثم التفاعلات المفسرة لفرضياتها، ونهايةً بمناقشة النتائج. وتمت التجربة بعلاج صنوف خمسة لأحبار العفصوتانين الحديدية كعينات متأكسدة باهتة بالتقادم الحراري الجاف أو مكشوطة يدوياً أو ممسوحة بحامض الكبريتيك المخفف، والتي تم علاجها كلها باستخدام عشرة محاليل مركزة لمواد العفصوتانين ، بعضها تقليدي والآخر مثار بالموجات فوق الصوتية ، ومن خلال القياس تبين أن أفضل النتائج كانت لمحاليل البيروجالول، حامض التانيك ، حامض العفصيك ، العفص، والإهليلج بالترتيب، ولم يكن للإثارة بالموجات فوق الصوتية فاعلية إلا علي صعيد قوة التغطية والتجانس.